recent
أخبار ساخنة

كيف تكون مدرسا على الطريقة الفنلندية!؟ المفاتيح 7 السبعة


موضوع مهم لكل مدرس و مدرب سوروبان يسعى إلى التطوير من مهاراته.
تتجه أنظار جميع المشاريع التعليمية نحو النموذج الفلندي في التعليم، حيث تحتل فنلندا رتبة التفوق بامتياز في جميع الإحصائيات التي تقوم بها مختبرات و مؤسسات في هذا الباب و التي تظهر تفوق الطلاب الفنلنديين على في العلوم و الرياضيات و القراءة.
في فنلندا يتعلم كل طفل الأشياء التي يحبها و يفضلها كيفما كان مستواه الاجتماعي، و في غلاف زمني هو الأدنى مقارنة مع جميع الدول المتقدمة.
لكن كيف نجحت فنلدنا في حصد هذه النتائج؟ و إذا لم يكن نظامنا التعليمي ينافس الانظمة التعليمية الناجحة، هل من سبيل ليكون المدرس العربي فنلنديا في طريقة تدريسه؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال، لابأس أن نتطرق إلى مكمن القوة في النظام الفنلندي عموما: 
الطالب هو محور العملية التعليمية التعلمية! نعم، قد تكون ممن سمع هذه الجملة في ندوات كثيرة... لكن تبقى مجرد نظريات يسردها مسؤولون أو مهتمون بالشأن التعليمي في دولنا العربية دون أن نلمس جوهرها في الواقع!
 وضعت المدرسة الفنلندية الطالب في مركز النظام التعليمي، في المقابل، أعطت قيمة كبيرة جدا للمعرفة، و غرس حب التعلم في الطفل، و أعطت قيمة أكبر أيضا للأفراد.
الفكرة بسيطة: طالب سعيد، يعيش حياة سعيدة، حر في تعلم ما يحبه، طبعا سيتعلم أي شيء و يكتسب أي معلومة بكل أريحية و مرونة.
إليك سيع 7 استراتيجيات أو مفاتيح لتكون مدرسا على الطريقة الفنلندية:
انقر على زر التالي لمتابعة الموضوع:



  1. خصص فترات الاستراحة القصيرة:

يستفيد الأطفال في المدرسة الفنلندية من 15 دقيقة للاستراحة كل 45 دقيقة تعلم، تخصص هذه الفترة لأنشطة حرة للاطفال، للعب أو جلسات بين الاصدقاء..
في المدرسة الفنلندية، التوقيت عموما هو بين التاسعة صباحا إلى الواحدة بعد الزوال من الاثنين إلى الجمعة، ثم يتم إضافة 3 ساعات يوميا بشكل متدرج و ليس دفعة واحدة كلما تقدم الطفل في المستوى التعليمي إلى غاية التعليم الثانوي.
يبدأ العام الدراسي في منتصف غشت و ينتهي في 31 ماي، و مجموع أيام العطل في السنة الدراسية في حدود 20 يوما.

تعتبر فترة الاستراحة القصيرة كل 45 دقيقة دراسية سرا من أسرار نجاح المدرسة الفنلندية، حيث يبقى تركيز الطفل داخل الحصة التعليمية عاليا و طيلة اليوم الدراسي. و قد قامت الحكومة الفنلندية بإجراء بحث متخصص في هذا الباب تبين من خلاله أنه كلما كانت مدرة الدراسة أطول كلما كان تركيز الطفل ضعيفا و بالتالي يقل مستوى اكتسابه للمهارات التي يجب عليه اكتسابها.
لتكون مدرسا على الطريقة الفنلندية خصص فترة استراحة كافية للأطفال كل 45 دقيقة، أو على الأقل اجعل بين كل مادتين في الحصة الواحدة فترة استراحة تشغلهم بشيء خارج المقرر.
انقر على زر التالي لمتابعة الموضوع:


2 . التعلم و النشاط الحركي للطفل
من الأفضل أن لا تكون الحصة التعليمية لدرس ما أكثر من 30 دقيقة، و بالتالي ستكون النتائج مشجعة و مذهلة: يتعلم الأطفال أكثر كلما كانت مدة الحصة قصيرة.
يوجد مشكل/خطأ كبير في المدرسة التقليدية، أو لنقل بكل وضوح، في مدارسنا، حيث يجلس الأطفال دون حركة طيلة الحصة التعليمية (الدرس)، و كلنا نعلم، بديهيا، أنه يستحيل جعل طفل جامد دون حركة مدة 30 دقيقة! و سنحاول شرح السبب.
قد يبدو أن الطفل بدون أي حركة خلال الدرس هو طفل منضبط و مستوعب لكل تفاصيل الدرس، إلا أن هذا لا يعني أنه طالب نشيط في المدرسة، حيث نطلب منه أن يبقى جامدا دون حركة خلال مدة الدرس مما يجعله لا يستفيد من الفوائد التي يمكن أن يجنيها من الأنشطة الحركية!
و كما لا يخفى على الجميع، فإن للحركة فوائد عديدة خصوصا على تقوية التركيز الذهني و الذاكرة و على الصحة العقلية عموما، ناهيك عن الفوائد التي يستفيد منها الجسم بأكمله.

بادرت الحكومة الفنلندية بتشجيع الحركة داخل الحصة التعليمية بمبادرة أسمتها: المدارس الفنلندية تتحرك (نشيطة) و تقوم الحكومة بقياس نشاط الأطفال و الطلاب بناء على الانشطة الحركية داخل المدرسة الفنلندية.
هذه النقطة أصبحت موضوعا للنقاش و للاختبار و التطبيق في مجموعة من الدول المتقدمة و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
لكن العجيب و المدهش في الأمر هو  كيف قامت المدرسة الفنلندية بالبحث عن طرق لجعل الطلاب نشيطين في المدرسة؟؟
يقومون بتدريب أطفال/طلاب على مجموعة من الأنشطة ليكونوا منشطين أثناء فترات الاستراحة، هؤلاء المنشطين يتوزعون على مختلف المجموعات و بالتالي يكون للمدرسة أفراد مكونين في التنشيط من داخل الاطفال أنفسهم!
في هذا الإطار، الطلاب الأكبر سنا لديهم الحرية في اختيار الانشطة التي يريدون مزاولتها...
الأطفال في المدرسة الفنلندية لهم الحق في "الحلم"، حيث لديهم الحرية في اختيار أنشطتهم و استغلال مساحة المدرسة لمزاولتها.
للمدرسة الفنلندية عدة استراتيجيات في جعل الطفل في حركة دائمة، منها تعويض الكراسي في  بعض الفصول الدراسية ببالونات يجلس عليها الطالب! و فصول أخرى بدون كراسي حيث يتابع الطالب درسه واقفا أو متحركا داخل الفصل.
كل هذا بفضل مبادرة "المدرسة الفنلندية تتحرك" التي أطلقتها الحكومة الفنلندية.
هل يمكننا أن نرى هذه المبادرة في مدارسنا؟ نقطة للنقاش.
 انقر على زر التالي لمتابعة الموضوع:

3. الواجب المنزلي:
مع أن للمدرسة الفنلندية أدنى مدة دراسية خلال اليوم مقارنة مع المدارس الاوروبية و الأمريكية، إلا أن المدرسين يغادرون سريعا مباشرة بعد انتهاء الحصة، حتى لا يتحول التدريس إلى ضغط و ثقل نفسي على المدرس، مما يتيح له تجديد النشاط و إمكانية العطاء أكثر.
إن فكرة إثقال كاهل المدرس بالعمل داخل و خارج المدرسة هي فكرة قاتلة لمجهوداته و غير محفزة بتاتا، يجب تشجيع المدرس على تخصيص جزء من وقته على الأقل للقيام بأنشطة ترفيهية مختلفة بعيدة عن مهنته. و هذا ما تقوم به الحكومة الفنلندية فعلا!
أما بخصوص الواجب المنزلي، بالمدرس في المدرسة الفنلندية لا يعطي واجبات للطالب ليقوم بها في المنزل و بالتالي يثقله و يثقل كاهل أسرة كاملة تسعى لحل الواجب كما هو الشائع في المدارس التقليدية! و إن منح الطلاب واجبا منزليا فيكون سهلا و لا يتطلب حتى مساعدة من غيره.

 انقر على زر التالي لمتابعة الموضوع:



4. تبسيط فضاء الفصل
الديكور في المدرسة الفنلندية هو بسيط بحيث لا يتم ملء جدارات الفصل بالملصقات الكثيرة. هل تعلم لماذا؟
يفضل المدرسون في المدرسة الفنلندية الاكتفاء بأقل مساحة من الملصقات على جدران الفصل أو المدرسة عموما، و هذا ليس فقط في المدرسة، بل حتى في البيت الفنلدي، حيث يعرف عن التصميم الفنلدي عدم الإكثار من الزخارف أو ما يعرف عليه بالأكسسوارات.
يلاحظ العديد ممن يزورون المدرسة الفنلندية الهدوء الذي يتمتع به الطالب و المدرس، و هذا راجع إلى عدة أسباب أهمها بساطة فضاء الفصل.
في سنة 2014، قامت جامعة Carnegie Mellon بدراسة علاقة الديكور السائد في الفصل بمستوى تركيز الطلاب، فخلصت الدراسة إلى أن الفصل الذي يوجد فيه ملصقات كثيرة و إن كانت تبدو مفيدة للطلاب إلا أنها تشتت انتباهه و تقلل من تركيزه أثناء التعلم.
و هذا يبدو بديهيا و منطقيا، فالتعلم هو مسلسل تراكمات معرفية يكتسبها الطالب خلال الحصص التعليمية و هذا لا يمكن اختصاره في ملصقات على الجدران!

و باختصار، فإن المدرس في المدرسة الفنلندية يفضل الفصل بالديكور البسيط لعدة أسباب منها:

  • وقت المدرس ثمين جدا، لذلك يفضل قضاؤه في أعمال تفيد الطالب بدل قضائه في تزيين الجدران
  • الاكتفاء بملصقات محدودة جدا يجعل التركيز أكبر على تلك الملصقات بدل الإكثار منها و تشتيت الانتباه و بالتالي فقدان الهدف من الملصقات أصلا.
  • التقليل من الملصقات على الجدران يحد من المؤثرات الخارجية التي من شأنها تقليل تركيز الطالب

 انقر على زر التالي لمتابعة الموضوع:


5. استنشاق الهواء النقي:
تركز المدرسة الفنلندية على ضرورة استنشاق الطالب للهواء النقي و الطبيعي، و هذا يتجلى في مطالبة الطلاب في المدرسة بضرورة الخروج من الفصل إلى الخارج إلا في حالة تجازت درجة الحرارة 15 درجة تحت الصفر! يعني هذا أن اليوم الممطر ليس عذرا في أن يبقى الطلاب داخل الفصل أثناء فترة الاستراحة!
الفنلنديون واعون تماما بأهمية الهواء النقي في الفصل الدراسي، لذلك يتم تهوية الفصول الدراسية دائما بشكل طبيعي، بل يوجد قانون تنظيمي يوصي بعدد محدود في الفصل، يتم تحديده بمعادلة حسابية بناء على مساحة حجم  الفصل و عدد الطلاب.
و تأتي أهمية تهوية الفصل بناء على الضرورة البيولوجية للجسم، حيث أنه لا يمكن أن يعمل الدماغ و الحواس بشكل سليم في مناخ يوجد فيه ثاني أكسيد الكربون بكمية كبيرة.
 انقر على زر التالي لمتابعة الموضوع:


6. الاستفادة من الطبيعة:
من الأنشطة المثيرة للاهتمام في المدرسة الفنلندية ما يمكن تسميته "مدرسة المخيم" حيث يقضي الأطفال رفقة المدرسين عدة أيام في الطبيعة.
إن المدة التي يقضيها الطلاب وسط الطبيعة تعود عليهم بإيجابيات عديدة، فهي  تقوي ثقتهم في أنفسهم و تمنح الأطفال التي يعانون من فرط الحركة من تفريغ طاقاتهم بكل حرية، كما تقوي نسبة التركيز لديهم. و العديد من الفوائد النفسية و البدنية.
بالنسبة للمدرسين الذين لا يستطيعون القيام بتنظيم "مدرسة المخيم" فإنهم يخصصون أنشطة مشابهة مثل برنامج للبستنة داخل المدرسة.
 انقر على زر التالي لمتابعة الموضوع:


7. الحفاظ على جو التسامح و الحب داخل الفصل
يبدو الطلاب و المدرسون في المدرسة الفنلندية هادئين تماما، حيث تنص قوانين المدرسة على احترام الغير و إرساء جو المحبة و السلام و التسامح بين أفرادها ليكون الجميع على استعداد للتعلم في جو مناسب بعيدا عن أي ضغط نفسي.
الهدوء صفة قد تكون سائدة في فنلندا عموما و ليس فقط في المدرسة الفنلندية، فحتى في قمة فرح الفنلنديين بيوم استقلالهم، يحتفلون في بيوتهم فرادى، يشعلون الشموع و يتذكرون من ماتوا في سبيل بلادهم.
و قد أكدت دراسات منها توصل إليه باحثون من جامعة Wisconsin أن الفصل الذي تحدث فيه الضوضاء لا يكتسب فيه الاطفال أي معلومة جديدة!

google-playkhamsatmostaqltradent