recent
أخبار ساخنة

نقاش: وضعية التعليم في أوطاننا


إذا اطلعت على مواضيع عربية تدرس نقاط القوة في نظام تعليمي ناجح، ستجدها تتحدث
عن اليابان أو فنلندا... نادرا ما يضرب المثل بنظام تعليمي عربي 100%، أقول نادرا خروجا من التعميم فقط. لماذا تعليمنا ضعيف؟ سؤال حير كل الغيورين على مستقبل أطفالنا و أوطاننا.
عُقدت الكثير من المؤتمرات تحت نفس الهدف "النهوض بالتعليم في أوطاننا العربية"، لكن هل كانت لديها نتائج على أرض الواقع؟ أم فقط فقاعات إعلامية تنتهي بمجرد نشر صور المؤتمر على الفيسبوك؟ 
هناك من المختصين في ميدان التربية و التعليم من يرى أن المشكل هو في البرنامج التعليمي فقط، تم تغيير البرامج مرات و مرات في العديد من الدول، و الوضع بقي على ما هو عليه، بل و تراجع درجات و درجات! و لم يستفد من هذه البرامج إلا المثقفون و المختصون الذين ربحوا أموالا طائلة من وراء إعداد تلك المقررات المدرسية و المناهج التي في الأغلب ترجمة حرفية لمناهج أجنبية.

لنضع أصبعنا على الجرح، إن مشكلتنا التعليمية في أوطاننا مشكلة وعي و مسؤولية شرفاء، فلن يكون لدينا تعليم راق إلا إذا استوعبنا و استوعب كل فرد في المجتمع أن الاستثمار في التعليم أغلى و أهم من بناء ملعب كرة قدم بمواصفات دولية، و تشييد بناية حديثة تجذب السائح الأجنبي لا يناسب مقامنا كدول متخلفة، و استدعاء مثقفين و علماء دوليين لجامعاتنا أهم بكثير من استدعاء هيفاء وهبي و نانسي عجرم و غيرهما إلى مهرجانات الرقص و الغناء التي تكلف ملايين الدولارات سنويا! و تنظيم مسابقات بين الطلاب في الابداع العلمي و الأدبي أهم من تنظيم مسابقات غنائية لا تخرج إلا نماذج تزيد من الوضع الاخلاقي سوء و تعطي لشبابنا قدوات جاهلة.
دول لا تحترم مثقفيها و علماءها لا تستحق أن يمدحها المادحون بإنجازات اللعب و الغناء و التمثيل! و كما لا نمدح أميا بحصوله على آخر طبعة من كتاب حديث!
لن نرقى بتعليمنا إلا اذا استوعب الجميع ضرورة و أهمية شعب مثقف، و لنا في الحدث التركي الأخير عبرة! فلولا الاستثمار الجيد الذي تم توجيهه لمدارس تركيا لشهدت هذه الدولة فوضى بكل المقاييس كما هو الشأن في ما نراه نتيجة "الثورات العربية"، و نخلص هنا إلى أن شعبا جاهلا لا يستحق أن يثور أصلا إلا على جهله، شعب يبيع أصواته في الانتخابات و يعطي رشوة من أجل حصوله على حق بسيط و هو مبتسم لا يستحق أن يثور إلا على نفسه.

اذا كنت مدرسا، مسؤولا في قطاع التعليم في بلدك، فحاول زرع أهمية الاستثمار في التعليم من مكانك، حث مديرك المباشر على ضرورة تجهيز المدارس بالضروريات أولا قبل الكماليات، مدارس بلا مراحيض لا يعقل أن نوزع بها لوحة الكترونية لكل متعلم! و فصول بها 40 متعلما و يزيد لا يعقل أن نجلب لهم حاسوبا!!
 ترشيد الاستثمار بذكاء حفاظا على أموال الشعب من التبذير هو أول خطوة في طريق التغيير.
إن كنت مدرسا، حاول أن تلح على مديرك بحل المشاكل و العقبات التي تمنعك من القيام بواجبك على أكمل وجه، فالمسؤولية تكليف و ليست تشريف.
لا تلعن الوضع التعليمي في وطن و أنت جالس مكانك، تحرك، بادر  و قاوم العقليات المعادية للنجاح، مستقبل أبنائنا مسؤوليتنا جميعا.
كل هذا كلام نتحدث به يوميا، لكن فضلت كتابته لعله يجد أقلاما تستفيض في موضوعه، أو نقاشا جادا يدفع بنا نحو الأمام خطوة أو خطوتين..

بقلم الاستاذة رحمة التمساتي (المغرب)
نرحب بمقالاتكم للنشر على مدونة سوروبان العرب
google-playkhamsatmostaqltradent