لاحظنا في الآونة الأخيرة انتشار برنامج يسمى بتنشيط الدماغ الأوسط، و يدعي أصحاب هذا البرنامج أن لديهم تقنيات لتنشيط منطقة معينة في الدماغ تسمى الدماغ الأوسط تقوم بإبراز مواهب خارقة لدى الطفل، من بين هذه المواهب أن الطفل يستطيع من خلال حواسه أن يميز بين الألوان و يسميها أو يصنفها و هو مغمض العينين، أو يقرأ ما هو مكتوب على أوراق دون أن يراها بعينه المجردة بل فقط بحواسه، و قد انتشرت مقاطع استعراضية يقوم فيها بعض الاطفال بلمس و شم و حك أشياء على رؤوسهم و أيديهم و بعدها مباشرة يخبروك بلون تلك الاشياء أو قراءة ما هو مكتوب عليها...
بل يوجد من يميز الألوان من خلف الحائط ..
و كما قال الشاعر:
لا ترمي برأيك في الأمور جهالة ** ولا تحكم على أشياء دون علوم
فحكمك بجهل نقصان عقل ** وأقبح منه أن يجيء حكمك عجولا
قمنا بالتواصل مع العديد من دكاترة مختصين و عرضنا عليهم فيديوهات عن برامج تنشيط الدماغ الأوسط، حتى نجد جوابا واضحا على مجموعة الاسئلة و الاستفسارات التي نتوصل بها من قبيل: ما رأيكم في برامج تنشيط الدماغ الأوسط؟ هل توجد دورات في تنشيط الدماغ الأوسط؟ .....
و لا شك أن الأساتذة القائمين على دورات تنشيط الدماغ الأوسط في الوطن العربي لديهم معطيات علمية يقنعون بها كل من يستنكر هذه البرامج، و من باب الإنصاف، عرضنا مقالا من أحد المواقع التي تخصصت في تدريب مدربي تنشيط الدماغ الأوسط، و كان الرد مفاجئا. حيث أكد لنا الدكتور عبدو محسن ترحيني (حائز على درجة الزمالة من الكلية الملكية البريطانية لطب وصحة الاطفال و مشرف في مركز نمو الطفل الآمن) أن جميع الأسماء المذكورة في المقال من قبيل البروفسور فلان و الباحث فلان لا أصل لها في المصادر الطبية و هي مكتوبة فقط لإيهام الناس الذين أغلبهم ليست لهم دراية بالمجال الطبي.
و تابع الدكتور عبدو محسن ترحيني : الملف الذي اطلعت عليه مكتوب بطريقة مضللة وغير علمية... لا يذكر أي بحث علمي او دليل منطقي عن الموضوع. يذكر الموضوع اسماء اجنبية لم يسمع بها أحد كي يعطي انطباع العلم ولكن هو للجهل اقرب.
و أكد الدكتور عبدو محسن ترحيني ردا على نفس الموضوع أن هذا استخفاف بعقول الناس.
و في نفس السياق، نذكر معلومة حول وكالة "ناسا" التي أقامت تجارب مشتركة مع عدة مراكز أكاديمية متخصصة في بيولوجيا الأعصاب و السلوكيات المتصلة بها، و خصصت هذه التجارب لمن تجاوزوا 35 سنة، و تم إنشاء ما اعتبر أنه أول مركز للياقة الدماغ! و اعتمدت هذه البحوث و التجارب على 17 ألف دراسة علمية موثقة، و أكدت كلها على أن تقوية الدماغ تأتي نتيجة الأنشطة المتعلقة بالتفكير التي يقوم بها الفرد بشكل مستم، كالحساب و الكلمات المتقاطعة و الألعاب الذهنية و أيضا ممارسة الرياضة بشكل كبير. و لم يتم نشر أي دراسة أو تجربة تؤكد أن هناك تقنيات خاصة تنشط الدماغ كما نشاهده في برامج تنشيط الدماغ الاوسط.
سيتم نشر مقالات بخصوص هذا الموضوع، و مناقشته من أهل التخصص، و في انتظار باقي التدوينات، يرجى ممن يزر هذه الصفحة أن يقوم بترك رأيه أسفل التدوينة في المدونة هنا أو على الفيسبوك كتعليق على الموضوع من هــــــنـــــــااااا
ملاحظة: نحن لا نقول أن المدربين الذين استثمروا في هذا المجال يخادعون الناس، و لكن هم أيضا تم خداعهم. و لهم حق الرد بمقال علمي.