recent
أخبار ساخنة

مدرسون ضد تزيين الفصل



 لابد أنك شاهدت يوما على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لفصول دراسية في أبهى حلة، قضى المدرسون فيها ـ تطوعا ـ وقتا طويلا في تزيينها مراعين أدق التفاصيل، و لا شك أن هذا يتطلب تضحية مادية أيضا! فيأتي هذا التساؤل: هل يستحق الأمر كل هذه التضحية من الجهد و المال؟ هل تزيين الفصل الدراسي له تأثير إيجابي على عطاء المدرس و مردودية الطلاب؟

نحن مدرسون  و لسنا مصممي ديكور داخلي: هذه الجملة غالبا ما تسمعها من المدرسين الذين يعارضون فكرة تزيين الفصل الدراسي! هؤلاء المدرسين تجد همهم الأكبر هو كيفية جمع المواد المساعدة على التدريس من مطبوعات و تمارين و تقارير.. يهتمون أكثر بالتكوين الذاتي الذي يعزز دورهم الرئيسي في التعليم، همهم الأول هو تحقيق أهداف كل درس، لسان حالهم يقول: لو أردنا أن نشغل وقتنا بتزيين الفصل الدراسي لقضينا سنوات في إعداد شهادة مصمم ديكور داخلي بدل التوجه لهذه المهنة النبيلة! 

هذا لا يعني أن جدران الفصول الدراسية التي يشتغل فيها هؤلاء المدرسين خالية من أي مصلقات، بل تجدها مليئة بإنجازات المتعلمين فقط، دون تدخل من المدرس، الألوان و الخطوط و قياسات الملصقات كلها مصممة من طرف المتعلمين و تم إنجازها مما تعلموه. لا يهم مدى جاذبية الجدار بالنسبة لهم بقدر ما يهمهم محتوى ما ألصق فيه و العمل الجماعي الذي مر منه.

لا تضيع أموالك على تزيين الفصل: يرى هؤلاء المدرسين أن الأموال التي يتم إنفاقها على تزيين الفصل لا معنى لها، و يجدر إنفاقها على وسائل تعليمية تدعم العملية التعليمية مثل الكتب و القصص و كذا المنتجات الحسية..

وقت المدرس ثمين: لذلك يجب صرفه في ما ينفع الطلاب و ليس فيما يظهر الفصل منمقا على مواقع التواصل الاجتماعي. لذلك تجد الكثير من المدرسين يبحثون في الآونة الاخيرة عن تقنيات جديدة لتدريس الطلاب عن بعد و قد يصرفون من مالهم الخاص لتحقيق هذا الهدف..

المثالية تؤدي إلى الملل: الفصل الذي يغلب عليه التنظيم المبالغ فيه يؤدي إلى الرتابة و الملل، بدل العفوية و الاستمتاع بأنشطة الحصة التعليمية كما هي و التصرف بما تمليه طبيعة الدرس و ليس وفق بروتوكول محدد يتحكم في تحركات الأطفال.

ديكور الفصل ليس هدفا تعليميا: هذا ما يجب معرفته، ليس على إدارة المدرسة أو الآباء أن يتوقعوا فصلا في أبهى حلة، لأن هذا ليس من مهام المدرس الأساسية.


google-playkhamsatmostaqltradent